في عالم السيارات، يعتبر محرك الـ V12 رمزاً للفخامة المطلقة والأداء الرفيع. صوت الهدير، القوة العنيفة، والإحساس بالتمكن خلف عجلة القيادة كلها أشياء ارتبطت بهذا النوع من المحركات. لكن… الزمن يتغير، والطرق تتبدل. والآن، حتى رولز رويس، أيقونة الترف البريطاني، قررت الدخول إلى عالم السيارات الكهربائية – لكن على طريقتها الخاصة.
وداعاً لمحرك الـ V12، وأهلاً بالسبيكتر الكهربائية
في عام 2023، أزاحت رولز رويس الستار عن سيارة سبيكتر الكهربائية، كبديل مباشر لطراز “ريث” الذي توقف إنتاجه. خطوة جريئة، أن تستغني السيارة الأرستقراطية عن محرك الـ V12 سعة 6.75 لتر وتستبدله بمحركات كهربائية وبطارية ضخمة، لكن يا لها من مغامرة ناجحة!
سبيكتر لم تكن مجرد سيارة تجريبية… بل أصبحت السيارة الأكثر مبيعًا لرولز رويس في أوروبا خلال العام، واستقطبت جيلاً جديداً من الزبائن: (وفقًا لما ذكرته الشركة )
- أكثر من 40٪ من مشتري السيارة لأول مرة يتعاملون مع علامة رولز رويس
- متوسط أعمار المشترين بلغ 35 سنة، بعدما كان يقارب 60 سنة قبل عقد فقط
الهندسة الكهربائية لم تكن عائقًا بل كانت المفتاح لفتح أبواب جديدة للعلامة.
النسخة الأقوى: سبيكتر بلاك بادج
الآن جاءت النسخة التي ينتظرها عشاق الأداء العالي: سبيكتر بلاك بادج. في عالم رولز رويس، شعار “بلاك بادج” يعني شيء واحد: “أداء أعلى بطابع جريء”.
لكن كيف رفعت رولز رويس من أداء سبيكتر الكهربائية في هذه النسخة؟ لنتعرّف:
- قوة المحركات: ارتفعت من 584 حصان إلى 659 حصان
- عزم الدوران: وصل إلى 1074 نيوتن متر (أي بزيادة 173نيوتن متر عن النسخة العادية)
- التسارع: من 0 إلى 100 كم/س في 4.1 ثانية (عوضاً عن 4.4 ثانية)
وكل هذا من نفس مجموعة البطارية الليثيوم أيون بقدرة 102.0 كيلوواط/ساعة ومحركين كهربائيين.
لكن الأداء ليس كل شيء، فكيف يبدو تصميم بلاك بادج؟
تصميم خارجي… أسود وشرس
السيارة تجلس على عجلات مقاس 23 إنش، تمنحها مظهرًا واثقًا وعضليا. معظم التفاصيل الخارجية مطلية بالكروم الأسود اللامع، حتى تمثال “روح النشوة” على غطاء المحرك اكتسى بذلك اللون الداكن.
هذا ليس مجرد طلاء – هذه مكونات تم تصنيعها بهذه الطريقة خصيصاً لتقديم تجربة فريدة كأنها تقول: “أنا مختلفة”.
مقصورة داخلية… حيث تلتقي الفخامة بالتكنولوجيا
داخل السيارة، خليط مذهل من الجلد الزهري Peony Pink، وأجزاء من ألياف الكربون تضيف لمسة رياضية دون أن تضحّي بالفخامة. سقف السيارة يضم الإضاءة النجومية الشهيرة – عنصر لا غنى عنه لأي رولز رويس.
وحتى مع تلك الإضافات الجريئة، المقصورة لا تزال تشعرك بأنها رولز رويس أصيلة: هادئة، راقية، ومريحة لأقصى درجة.
هل الأداء الكهربائي يغني فعلاً عن صوت الـ V12؟
هنا يأتي السؤال الأهم: هل رولز رويس سبيكتر بلاك بادج تنجح في تقديم تجربة قيادة خارقة دون صوت المحرك الكلاسيكي؟
الجواب قد يفاجئك.
عند الضغط على دواسة السرعة، تنطلق السيارة بعزم كهربائي لحظي، يدفعك بقوة إلى المقاعد. 1074 نيوتن متر من العزم في سيارة تزن أكثر من 2.8 طن؟ الرقم قد يبدو غير منطقي، لكن الإحساس حقيقي، ومثير،
والأكثر من ذلك، عند الدخول في المنعطفات،السيارة تستجيب، و تتماسك، وتشجعك بثقة أنك تقود “وحش في ثياب سيدة”.
رولز رويس قامت بتعديل نظام التعليق ليكون أكثر ثباتًا وقت التسارع، وأقل ميولًا في المنحنيات. نظام التوجيه أيضًا أصبح أثقل وأكثر استجابة، لتجعلك تشعر بتحكم أكبر.
هدوء أم متعة صوت؟
صحيح أنها خالية من هدير الـ V12، لكن رولز رويس لم تترك المقصورة صامتة تماماً. فعند تفعيل ميزة “Rolls-Royce Sound”، يصدر صوت ناعم مستقبلي كأنك تطير في مركبة فضائية وليس تقود على الأرض.
صوت بسيط، راقٍ، لا يزعج… لكنه يُشعرك بأن ثمة شيء يحدث خلف الكواليس.
سبيكتر كهربائية… ولكن بروح رولز رويس
رولز رويس سبيكتر بلاك بادج تنجح في معادلة صعبة: أن تقدم سيارة كهربائية بالكامل، دون أن تفقد روح رولز رويس الشهيرة بالفخامة الهادئة والأداء السلس.
يمكنك التفكير بها كأنها “يخت كهربائي، سريع لكنه بلا ضجيج، فخم لكنه متواضع”. وهذا ما يجعل السيارة منطقية تمامًا كـ EV: سريعة، صامتة، راقية… كما ينبغي لأي رولز رويس.
في نهاية اليوم، قد يعشق البعض صوت محركات الـ V12، لكن مع سبيكتر بلاك بادج، ربما لن تشتاق إليه. لأنك ستنغمس في تجربة قيادة متقدمة، أنيقة، ومتفوقة بصمت.
حقبة V12 ربما تقترب من الوداع… لكن رولز رويس قررت أن المستقبل ليس فقط كهربائي، بل كهربائي بطريقة ملكية.
—