في عالم السيارات الكهربائية، الأخبار المميزة لا تمر بشكل عابر. اليوم نتحدث عن خطوة جريئة في صناعة السيارات الحديثة: شركة أيتو ، وهي نتيجة التعاون بين هواوي و سيريس، تستعد لإطلاق موديل جديد مزود ببطارية متقدمة تحتوي على الصوديوم وتقنية شحن سريع 12C من شركة CATL الرائدة في صناعة البطاريات.
لكن ما الذي يجعل هذا الحدث يستحق الانتباه؟ دعونا نخوض في التفاصيل…
—
من هي أيتو ؟ وما علاقتها بـ هواوي ؟
أيتو هي علامة سيارات طاقة جديدة تأسست في الصين عام 2021 بمبادرة من تعاون فريد بين شركتي Huawei وSeres:
- Seres تتولى تطوير المنصة وبناء السيارات فعليًا.
- Huawei تدعم بتوفير أنظمة التشغيل والمكونات الإلكترونية المتقدمة، وتقوم ببيع السيارات محليًا عبر شبكة HIMA (تحالف التنقل الذكي Harmony).
- بينما تتولى Seres التوسع العالمي للعلامة التجارية.
العلامة تسير بخطى ثابتة نحو تقديم سيارات كهربائية وهجينة ذكية من حيث التكنولوجيا، وذلك ضمن قطاع يشهد تنافسًا شرسًا في السوق الصيني والعالمي.
—
مصنع جديد وبطاريات بصيغة ثورية
في نهاية يونيو، أعلنت شركة CATL إطلاق خطَّي إنتاج بطاريات داخل مصنع Seres في تشونج تشينج، والذي يسمّى “مصنع سيريس العملاق”. وخلال هذه المناسبة، تم التلميح إلى إطلاق موديل جديد من AITO سيحمل بطارية من الفئة التي تُعرف باسم 12C.
القوة الحقيقية هنا هي تقنية الشحن 12C. ماذا تعني هذه التقنية؟ ببساطة، يعني أن البطارية تستطيع أن تتحمل معدل شحن يبلغ 12 ضعف سعتها. مثلاً، بطارية سعتها 100 كيلووات ساعة يمكن شحنها بقوة تصل إلى 1200 كيلووات – أي نظريًا تُشحن بالكامل في أقل من 10 دقائق!
—
بطارية صوديوم؟ ولماذا هذا مهم؟
النوع الجديد من البطاريات التي ستُستخدم في هذا الموديل يحتوي على عنصر الصوديوم. قد يسأل البعض: أليست معظم البطاريات تعتمد على الليثيوم؟ هذا صحيح، لكن إدخال الصوديوم يقدم عدة مزايا:
- يزيد من كفاءة البطارية في درجات الحرارة المتطرفة.
- يساعد في خفض التكلفة مقارنة ببعض أنواع الليثيوم.
- يساهم في تحسين الأمان والاستقرار الحراري للبطارية.
البطارية التي ستُستخدم ضمن الموديل الجديد تتضمن نوعين:
– نسخة EREV مزودة ببطارية Freevoy تحتوي على الصوديوم.
– نسخة BEV (كهربائية بالكامل) مزودة بحزمة Qilin، والتي لم يُؤكد بعد إن كانت تحتوي على صوديوم أيضًا.
أما في الشرائح التقنية التي ظهرت، فقد تم ذكر مصطلحات مثل “بطارية صوديوم جديدة”، “حالة كثيفة”، و”فصل حراري كهربائي NP2.0” — مما يشير إلى توجه نحو تحسين شكل البطارية وكفاءتها الداخلية.
—
ما هو هذا الموديل المنتظر من أيتو ؟
حتى الآن لم يتم الإعلان رسميًا عن اسم الموديل الجديد، ولكن من خلال ما ظهر في الصور التشويقية، من الواضح أنه سيكون SUV متطور.
أيتو وصفت السيارة بأنها ستقدم “تعريفًا جديدًا للفخامة” — وكلمة “جديدة” ليست مجرد حشو، لأنها تشير إلى استخدام بطاريات مبتكرة وتقنية شحن فائقة.
لكن هل ستكون هذه السيارة هي AITO M6 الجديدة؟ أم جيل جديد من M7؟ التوقعات تميل إلى أن السيارة القادمة ليست من فئة النخبة (flagship)، ما يعني أنها أقل من M9 من حيث الترتيب، وقد تكون بالفعل AITO M6 أو ربما M7 الجيل الجديد، والذي شوهد سابقًا على طرق الصين أثناء اختبارات الطرق.
—
لماذا هذه التطورات مهمة لعشاق السيارات في المنطقة؟
إذا كنت من المهتمين بعالم السيارات الكهربائية أو حتى من المتابعين لتطورات هواوي في قطاع التنقل الذكي، فإن ما تقوم به AITO وCATL يقدم لمحة عن المستقبل:
– سيارات بشحن فائق السرعة… أقل من عشر دقائق!.
– بطاريات تعتمد على موارد أكثر توفراً من الليثيوم.
– تعاون شركات عملاقة في تقديم منسجم بين البرمجيات والهاردوير.
هذا النوع من الابتكارات من المتوقع أن ينتقل قريبًا إلى الأسواق العربية، خاصة أن شركات مثل هواوي بدأت توسّع وجودها الإقليمي، ومع وجود حاجة متزايدة لحلول طاقة نظيفة ومتنقلة.
—
خلاصة:
الموديل القادم من أيتو ، بفضل بطارية صوديوم 12C، ليس مجرد سيارة كهربائية أخرى… بل هو تلميح حقيقي لما يمكن أن تبدو عليه السيارات في المستقبل القريب: أسرع، أذكى، وأقل اعتمادًا على المواد النادرة. ومع الأعين حالياً على الصين، يبقى السؤال: متى نرى مثل هذه الابتكارات تسير على طرقنا في الوطن العربي؟