في السنوات الأخيرة، أصبحت معظم السيارات الحديثة — وخصوصًا من مجموعة فولكس فاجن — تُشبه إلى حد كبير الهواتف الذكية. كل شيء داخل شاشة، من التحكم في الصوت للتكييف وحتى ضوء الانتظار. لكن هل هذا ما يريده السائقون فعلًا؟ فولكس فاجن تعترف الآن بأن الأمور خرجت عن حدود المنطق، وآن الأوان لإعادة النظر.
الشعور الحقيقي خلف المقود: أزرار أم شاشات؟
مع بداية التحول نحو التصميمات البسيطة، تخلت شركات السيارات الأوروبية عن الأزرار التقليدية واستبدلتها بشاشات ضخمة. سيارات مثل فولكس فاجن باسات الجديدة وحتى ID.7 الكهربائية أصبحت تعتمد كليًا على شاشات لمس كبيرة تتحكم بكل شيء تقريبًا.
لكن الحقيقة، ان شريحة كبيرة من العملاء – لا تزال تفضل اللمسات المادية.، الناس يريدون قيادة تفاعلية، جودة تدوم، وأزرار حقيقية يمكن الإحساس بها. أما في الصين، فالأولوية أصبحت للذكاء الاصطناعي، الأوامر الصوتية، والمقصورات الذكية.
قرار اعتراف وتأمل: من الشاشات إلى الأزرار من جديد
الرسالة وصلت. مصمم فولكس فاجن أندرياس مايندت خرج بتصريح صريح قال فيه: “لن نكرر هذا الخطأ مرة أخرى. السيارة ليست هاتفاً.” من الآن فصاعدًا، تعهد بأن كل موديل جديد – ابتداءً من ID.2 all الكهربائي – سيكون مزودًا بأزرار فعلية لـ 5 وظائف أساسية:
- التحكم في الصوت
- ضبط الحرارة جانب السائق والمرافق
- التحكم في المروحة
- تشغيل الأضواء التحذيرية
كل هذه الوظائف ستكون موجودة تحت الشاشة مباشرةً داخل كل سيارة جديدة من فولكس فاجن. بل إن عجلة القيادة ستعود إلى شكلها المألوف، مع أزرار حقيقية بدلاً من أسطح لمس مربكة للمستخدم.
الشاشة لا تناسب الجميع – وفولكس فاجن اعترفت أخيرًا
أحد الأمثلة الواقعية يأتي من تجربة أصحاب سيارات مثل شكوذا أوكتافيا من الجيل السابق، الذين شعروا أن هناك توازن مثالي بين الأزرار والشاشة. لا هي كثيرة للدرجة التي تشتتك، ولا قليلة لدرجة أن تضغط على مكان الشاشة الخطأ وسط القيادة.
في المقابل، السيارات الجديدة مثل Passat وID.7 باتت تعتمد على شاشات ضخمة دون أزرار تُذكر. هذه الطفرة التكنولوجية كانت تبدو جذابة شكليًا، لكنها تسببت في إحباط كثير من السائقين الذين وجدوا أن التفاعل مع السيارة أصبح معقّدًا ومزعجًا.
الذوق لا يتكرر في كل الأسواق
فولكس فاجن تدرك أن ما يصلح في الصين لا يصلح بالضرورة في أوروبا. حسب براندشتتر، الفارق في متوسط أعمار مشتري السيارات الكهربائية هو كل شيء: في أوروبا 56 عامًا مقابل أقل من 35 عامًا في الصين. وهذا يفسّر لماذا لا يُصدر صُنّاع السيارات في الصين سياراتهم مباشرة إلى أوروبا. لأن القوانين، التكاليف، وتفضيلات العملاء مختلفة تمامًا.
وماذا عن باقي سيارات المجموعة؟
نظرًا لأن فولكس فاجن تتشارك خطوط الإنتاج والتصميم مع علامات تابعة مثل سكودا، سيات، وكوبرا، فهناك احتمال كبير أن نشهد عودة الأزرار الحقيقية في كل هذه السيارات مستقبلًا أيضًا. صحيح أن إعادة هذه العناصر تزيد من التكلفة، لكن بعض السائقين مستعدون تمامًا لدفع الفرق في سبيل الراحة والبساطة.
خلاصة القصة:
فولكس فاجن أدركت أن السيارات ليست مجرد “شاشات بأربع عجلات”. الموثوقية، التحكم السهل، والانطباع الحسي وراء عجلة القيادة لا يمكن استبداله بتقنيات صوتية أو لمسية فقط. في زمن المنافسة بين الذكاء الاصطناعي والتجربة البشرية، يبدو أن الأزرار تكسب الجولة القادمة.
هل تؤيد عودة الأزرار إلى قمرة القيادة؟ أم ترى أن الشاشات الذكية هي المستقبل؟ القرار في النهاية يعود لكل سائق، ولكن فولكس فاجن اختارت أن تسمع صوت عملائها أخيرًا.