منذ عقود، كانت جولف هي النجم اللامع في سماء سيارات فولكس فاجن. لكن التغيير قادم، والتحدي هذه المرة من داخل البيت نفسه. السيارة التي تهدد عرش الجولف ليست واحدة من طرازات السيدان ولا حتى الكومباكت… بل هي كروس أوفر
في هذا المقال، نروي لكم حكاية الجيل الثاني من فولكسفاجن T-Roc—كيف تطورت؟ وما الذي يجعلها مرشحة بقوة لتكون “جولف القرن الجديد”؟ لننطلق.
رحلة T-Roc: من الوافد الجديد إلى البطل الصاعد
عندما ظهرت فولكس فاجن T-Roc لأول مرة في 2017، اعتبرها البعض مجرد كروس أوفر مدمجة إضافية بين مجموعة فولكس الواسعة. لكن مع مرور الوقت، أثبتت أنها منافسة شرسة بل ولاعب رئيسي في سوق الـكروس أوفر .
فخلال أقل من ست سنوات، باعت فولكس فاجن أكثر من مليوني وحدة من الجيل الأول. والآن، مع إطلاق الجيل الثاني من T-Roc، الأمور صارت أكثر جدية.
تصميم أكثر نضجًا… بحذر ألماني
كالعادة، فولكس فاجن لا تحب المخاطرة كثيرًا في التصميم. الجيل الجديد من T-Roc حافظ على اللغة التصميمية المعهودة، مع إضافة بعض الرموز العصرية:
- مصابيح أمامية وخلفية متصلة بشريط ضوئي
- فتحات عادم وهمية ضخمة تضيف لمسة رياضية
- شعارات مضيئة ولمسات سوداء لامعة
لكن بعض التفاصيل كانت مثيرة للاستفهام، مثل شعار “R” في مكان غريب على الصدام الأمامي.
داخلية رقمية
في الداخل، التحول الرقمي كان واضحًا جدًا. اختفت الكثير من الأزرار والمفاتيح الكلاسيكية، لتحل محلها شاشات كبيرة تعمل باللمس، بمقاسين: 10.4 و 12.9 إنش.
وهنا، تنقسم الآراء. البعض يرى أن تجربة القيادة أصبحت أكثر تطورًا وأناقة، في حين يشتكي آخرون من صعوبة استخدام مفاتيح التحكم بالمناخ في الشاشة أثناء القيادة.
ومن اللافت أن فولكس فاجن وعدت بإعادة بعض الأزرار والمقابض الملموسة في الطرازات المستقبلية، لكن ليس الآن، فالسيارة دخلت خطوط الإنتاج بالفعل وأي تعديل سيكون مكلفًا.
نقلة في ناقل الحركة وأداء متوازن
واحدة من أكبر التغييرات الميكانيكية في الجيل الثاني من T-Roc هو التوديع النهائي لناقل الحركة اليدوي. نعم، كل النسخ القادمة ستكون مزودة فقط بناقل حركة أوتوماتيكي ثنائي القابض (DSG) بسبع سرعات.
وحتى الذراع التقليدية لنقل الحركة لم تعد موجودة بين المقاعد، بل أصبحت مثبتة خلف المقود كذراع صغيرة—مثل كثير من السيارات الجديدة.
أما بالنسبة للمحركات، فالحكاية بسيطة جدًا عند الإطلاق:
- محرك بنزين 1.5 لتر Mild Hybrid
- نسختان بقوة 114 حصان و 148 حصان
- دفع أمامي للعجلات
أما الباحثون عن أداء أعلى، فهناك وعد بفئة R الرياضية في 2027، بمحرك 2.0 لتر تيربو قوي، مستعار من جولف R.
وطبعًا، من يفضل نظام الدفع الرباعي 4Motion سيجده في النسخ الأعلى بمحرك 2.0 لتر مع أو بدون تقنية Mild Hybrid.
المزيد من العملية والاستدامة
فولكس فاجن T-Roc لم تكبر فقط في الحجم—بل أصبحت أكثر فائدة أيضًا:
- طولها ازداد بـ122 ملم ليصل إلى 4,373 ملم
- قاعدة العجلات أطول بـ28 ملم لتعزيز رحابة المقاعد الخلفية
- سعة التحميل ارتفعت إلى 465 لتر
ولأن الاستدامة أصبحت أولوية، استخدمت فولكس فاجن أكثر من 40 كيلو جرام من البلاستيك المعاد تدويره داخل المقصورة ما يعادل 20٪ من إجمالي البلاستيك المستخدم في داخلية السيارة. خطوة ذكية ومتقدمة تسجل لأول مرة في سيارات الشركة.
ومن جانب الكفاءة، تحسّنت الإيروديناميكية بمعدل 10٪، مما ساعد على خفض مُعامل السحب إلى 0.29 فقط.
T-Roc تواجه الجولف… وتنتصر!
قد لا تصدق، لكن فولكس فاجن T-Roc تجاوزت الجولف في المبيعات الأوروبية خلال الأشهر السبعة الأولى من هذا العام! الأرقام تقول:
- عدد وحدات T-Roc المسجلة: 127,309
- عدد وحدات جولف: 119,959
وحتى النسخة المكشوفة من الجيل الأول التي لا تزال تُباع، حققت مبيعات أفضل من سيارات رياضية مكشوفة شهيرة مثل Mazda MX-5 وBMW Z4!
تقييم ختامي: هل T-Roc هي الجولف الجديدة؟
في زمن تهيمن فيه سيارات الكروس أوفر والـ SUV على الطرقات، تبدو فولكس فاجن T-Roc وكأنها الجيل الطبيعي التالي للجولف بنفس القوة والسمعة.
وربما أهم شيء… أنها تحاكي احتياجات العائلة العصرية من دون أن تتخلى عن روح فولكس فاجن.
فهل تصبح T-Roc فعلاً هي جولف العصر الجديد؟ يبدو أن الطريق ممهد لذلك أكثر من أي وقت مضى.







