في عالم السيارات الفاخرة، تشتهر مرسيدس-بنز بقدرتها على المزج بين الأناقة التقليدية والتقنيات المستقبلية. واليوم، تعود الشركة من جديد لتثبت هذا التفوق من خلال سيارتها الاختبارية الجديدة Mercedes Vision Iconic، التي قدّمت من خلالها تصوراً فريداً لما قد تبدو عليه سيارات مرسيدس خلال السنوات القادمة.
ومن بين أبرز عناصر التصميم التي لفتت الأنظار، جاء الشبك الأمامي الكبير والمضيء، وهو تطوّر جريء لما رأيناه سابقاً مع GLC ولكن مع تحسينات فنية وجمالية واضحة. فهل نجحت مرسيدس أخيراً في جعل هذا التصميم مرغوباً؟
إعادة تخيل للشبك الكلاسيكي بروح مودرن
إذا كنت من عشاق السيارات الكلاسيكية، فستلاحظ فوراً أن Vision Iconic لا تبتعد كثيراً عن تراث مرسيدس.
الشبك الجديد مستوحى من سيارات مثل W108 وW111 والليموزين الشهيرة 600 Pullman. لكن الانبهار الحقيقي يكمن في التفاصيل:
- إطار من الكروم الفاخر يحيط بالشبك
- زجاج مظلل بنمط شبكي يعكس الفخامة
- إضاءة محيطية تضفي طابعاً أنيقًا ومهيبًا على الواجهة الأمامية
وبالمقارنة مع شبك GLC الكبير والمثير للجدل، فإن Vision Iconic أخذ الفكرة وصقلها لتظهر بأسلوب أكثر فخامة وذوق.
تصميم خارجي من حقبة فنية راقية
عند النظر إلى الجسم الخارجي للسيارة، تشعر وكأنها خرجت مباشرة من فيلم كلاسيكي له طابع مستقبلي. الهيكل يستحضر بوضوح طراز مرسيدس 540K Autobahn Kurier من العام 1938، بخطوطه المنحنية وغطاء المحرك الطويل.
أما في الخلف، فهناك إشارات واضحة إلى التحفة 300SL. هذه التوليفة بين الكلاسيكيات تجعل التصميم يبدو وكأنه يجمع بين عدة أجيال من الإبداع الألماني الراقي.
مقصورة داخلية تتمحور حول الفخامة والذكاء
الداخلية لا تقل تفردًا عن الخارج. تصميم مستوحى من طراز “آرت ديكو” يظهر في كل تفصيلة.
ما الذي يميز المقصورة؟
- لوحة عدادات زجاجية تُعرف باسم “Zeppelin”، تبدو وكأنها تطفو داخل المقصورة
- مقود أنيق بأربعة أذرع، يعطي شعورًا بالفخامة والراحة
- مقاعد مكسوة بمخمل أزرق داكن
- أرضيات مزخرفة بتقنية تعود للقرن 17 وتجدّدت في عشرينيات القرن الماضي
كما توفّر السيارة مساعدًا ذكياً يعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما يعكس توجه مرسيدس لجعل القيادة تجربة شخصية ومترابطة.
نظام كهربائي… مع لمسة ذكية من الشمس
السيارة تعمل بالطاقة الكهربائية بالكامل، لكن الابتكار الحقيقي يكمن في شيء: الطلاء الشمسي.
هذا النظام المبتكر يسمح للسيارة بامتصاص الطاقة من أشعة الشمس لإضافة مدى إضافي. ووفقًا لمرسيدس، فإن هذا الطلاء يستطيع في سيارة SUV متوسطة الحجم أن يوفّر ما يصل إلى 12,000 كيلومتر سنويًا في ظروف مثالية.
وليس ذلك فحسب، بل تعزز هذه التقنية من شكل السيارة أيضًا، إذ تمنحها مظهراً قاتماً وخطيراً يضفي عليها جاذبية إضافية.
ذكاء صناعي على طريقة الدماغ البشري
في قلب التكنولوجيا المعتمدة في Vision Iconic نجد نظام حوسبة “عصبي الشكل” أو Neuromorphic Computing.
ما مميزاته؟
- يحاكي طريقة تفكير الدماغ البشري
- أسرع وأكفأ في معالجة بيانات القيادة
- يتعرّف بدقة على إشارات المرور والسيارات المحيطة
- يساعد في خفض استهلاك الطاقة أثناء القيادة الذاتية
وبما أن السيارة مزودة بتقنية القيادة الذاتية من المستوى الرابع، فهي قادرة على نقل الركاب دون تدخل بشري، بل وحتى ركن نفسها تلقائيًا. إنها بصدق تجربة قيادة تُعيد وقت السائق إليه.
هل سنراه على الطرقات قريبًا؟
حاليًا، تبقى Vision Iconic مجرد نموذج اختباري. ولكن كما هو معتاد مع مرسيدس، فإن ما نراه هنا قد يتحوّل إلى أجزاء ومزايا تظهر في طرازات قادمة، مثل S-Class الكهربائية القادمة.
ومع أن إنتاج كوبيه كهربائي كبير الحجم قد لا يكون خيارًا عمليًا على نطاق واسع، إلا أن التصميم الخارجي الجذاب والتكنولوجيا المتقدمة قد يغيران قواعد اللعبة. وربما إن حصلت على محرك V8 بدلاً من النظام الكهربائي، قد تجد طريقها إلى قلوب محبي الأداء القوي أيضًا!





