هل يمكن أن تحقق تويوتا ما يبدو مستحيلاً؟ يبدو أن محركها الجديد “G20E” يفتح الباب أمام فصل جديد في عالم محركات الاحتراق الداخلي. نعم، في زمن تتجه فيه شركات السيارات نحو الكهرباء، تعلن تويوتا عن محرك بنزين جديد بأربع أسطوانات مع قدرة يمكن أن تصل إلى أكثر من 600 حصان!
فما قصة هذا المحرك؟ ولماذا تهتم به تويوتا رغم توجه العالم نحو المركبات الكهربائية؟ لنكتشف التفاصيل معاً.
—
محرك G20E: بداية جديدة لمحركات تويوتا ذات الأربع أسطوانات
أعلنت تويوتا منذ أكثر من عام عن تطوير جيل جديد من محركات البنزين ذات الأربع أسطوانات، تتوفر بإصدارين:
- 1.5 لتر بسحب طبيعي للهواء
- 2.0 لتر بشاحن توربيني
الغاية الأساسية من هذين المحركين هي تحسين الكفاءة والاقتصاد في استهلاك الوقود، لكن تويوتا شددت على أنها لا تفرط في الأداء لصالح الاستدامة. وهنا يدخل محرك “G20E”.
السيارة التي قلبت التوقعات: GR Yaris M بمحرك وسطي!
في بداية عام 2024، أزاحت تويوتا الستار عن سيارة تجريبية أدهشت الحضور في معرض طوكيو للسيارات: GR Yaris M، سيارة هاتشباك صغيرة ولكنها مزودة بمحرك وسطي.
هذا المحرك الجديد، المعروف باسم G20E، تم تركيبه فوق المحور الخلفي وتم تزويده بشاحن توربيني من نوع IHI ليولد قوة تتراوح بين 400 إلى 450 حصان. ولكن المفاجأة الأكبر حسب ما صرّح به مهندسو تويوتا لمجلة ألمانية:
“مع شاحن توربيني أكبر، يتجاوز بسهولة 600 حصان!”
مقارنة تاريخية: أقوى محركات الأربع أسطوانات
هل 600 حصان من محرك أربع أسطوانات رقم فريد؟ فعلاً، ونوضح ذلك من خلال بعض الأمثلة:
- مرسيدس AMG M139l – يأتي بقوة 469 حصان في طراز C63 الهجين
- ميتسوبيشي لانسر إيفو X FQ-440 MR – بقوة 440 حصان فقط، وتم إنتاج 40 وحدة منها
لو نجح محرك G20E في الوصول إلى 600 حصان في نسخته الإنتاجية، سيكون قفزة هندسية غير مسبوقة.
الواقعية تتحدى الطموح: عوائق تنظيمية
رغبة تويوتا في تقديم محرك G20E بقوة 600 حصان قد تصطدم بجدار التنظيمات الخاصة بالانبعاثات الكربونية، خصوصاً في أوروبا ومعايير المستقبل. يُحتمل أن تضطر الشركة إلى تقليل القوة الفعلية للمحرك لتقليل الانبعاثات، لكن حتى إنتاجه بما يتراوح ما بين 400 إلى 500 حصان سيكون كافيًا لإرضاء عشاق السرعة.
الهندسة الذكية في هذا المحرك تجعلنا نتوقع رؤيته في تطبيقات سيارات السباق، والتي لا تواجه نفس الحدود التنظيمية الصارمة.
محرك G20E: حجر أساس لأسطول GR المستقبلي
واحدة من أقوى النقاط في مشروع محرك G20E هو تنوع إمكانية تركيبه:
- يعمل في ترتيب طولي أو عرضي
- يمكن تركيبه في الأمام أو الخلف
وهذا يعني أن هذا المحرك قد يكون هو المحرك الرئيسي في طرازات قادمة من فرع Gazoo Racing، مثل:
- عودة محتملة لطراز Celica
- إحياء سيارة MR2 الأيقونية
- جيل جديد من GR86
- استمرارية لطراز Supra بعد انتهاء الجيل الحالي
عشق المهندسين: قابلية التعديل والضبط
ما يدهش أكثر أن بعض مهندسي تويوتا ألمحوا إلى أن المحرك تم تصميمه مع قابلية عالية للتعديل — على خطى المحرك الأسطوري 2JZ.
أحدهم قال: “تركنا مساحة واسعة بين الأسطوانات لنتمكن من توسعة قطرها مستقبلاً”. بينما أضاف مهندس آخر: “أداء GR Yaris M مذهل، وكان علينا زيادة قاعدة العجلات لتناسب وضعية المحرك الخلفية”.
كل هذه الإشارات توحي بأن محرك G20E ليس مجرد انتعاش لحياة محركات الاحتراق – بل هو ورقة قوية للذين يعشقون التعديل، والتفوق الهندسي.
أين يقف محرك G20E وسط الثورة الكهربائية؟
يبدو أن تويوتا لا تؤمن بأن مستقبل السيارات كهربائي بالكامل. على لسان رئيسها أكيو تويودا، قال: “لسنا مقتنعين بأن السيارات الكهربائية ستتجاوز 30% من السوق العالمي”. وبالفعل، رغم أن الأرقام العالمية تشير إلى أن أكثر من 20٪ من السيارات الجديدة سنة 2023 كانت كهربائية، لا تزال هناك قيمة هائلة لمحركات البنزين.
وهنا يأتي مشروع تويوتا بالتعاون مع مازدا وسوبارو لتطوير:
- محركات هجينة أكثر كفاءة
- وقود محايد للكربون مثل الهيدروجين السائل والبايوديزيل والوقود الصناعي
—
في النهاية، يبدو أن محرك G20E يعيد تعريف حدود ما يمكن لمحرك أربع أسطوانات أن يفعله. هل نشهد قريبًا سيارة إنتاج تقدم أكثر من 600 حصان من محرك صغير بحجم 2.0 لتر؟ إذا كان هناك من يستطيع تحقيق ذلك، فتويوتا بلا شك المرشحة الأقوى.